قريباً
... رواية الإكسير الأحمر ...
الكاتب الشاب مصطفى حمادى
جزء الحادى عشر من الروايه :-
فى الثامنه مساءا ... جهز أيمن حقيبته وأعد العده لرحلة صيد هى
الأولى فى حياته ... رحله لم يجرؤ على القيام بها إلا بعد إقناع عمته بأعظم الأيمان وإتنين شهود أن هناك شعبه جديده بكلية الهندسه تسمى ( صيد الأسماك ) .... قفز فى ميكروباص ألقاه على بعد أمتار من ركن الفاروق ... مشى متحمسا متشوقا لهوايه يتمنى مزاولتها منذ العاشره من عمره … بخطوات واسعه إتجه أيمن إلى كوخ خشبى متآكل على مشارف شاطئ المجمع ... قرع بابه فخرج له بعد ثوان رجل خمسينى بدين بعض الشئ يرتدى سروالا وصديرى مفتوح الصدر فوق بروڤل كحلى برقبه ... من ذوى الرؤوس الحمر ... حاد النظر ويبدو فى جديته كحكم مباراه فى نهائى كأس العالم ..... - سلامو عليكو - سلام ورحمة الله ... خير ؟ - كنت عايز أستأذنك وأدخل أصطاد من ع المركب الحديد اللى هناك دى ... كان أيمن يشير إلى مركب حديدى كان يستخدم فى عبور الأشخاص إلى الضفه الأخرى ولم يعد ... - ممنوع ... زى مانته شايف كده المعديه مكتوبه عليها ممنوع الصيد على المعادن - دخلنى بس يا حاج وأنا عنيا ليك - مش القصد ... لو عليا هدخلك من غير حاجه بس إنته مترضاش الآذى لواحد أد أبوك - معاك حق يابا ... طب متعرفش إنهى حته فى المجمع بيبقى فيها سمك كتير - السمك ده رزق من عند ربنا ... الجرف قدامك واسع روح ٱصطاد من أى مكان وإنته ورزقك - ماشى ... تشكر يا حاج قالها أيمن قبل أن ينحنى ويحمل حقيبته ... إبتعد بخطوتان فأوقفه الرجل: بس الليل ليل عليك ... أحسنلك تصطاد الصبح فى النهار ... الحته دى لبش ومليانه عيال مسجله ... متضمنش يمكن حد يطلع عليك يثبتك وياخد اللى معاك - الصبح عندى كليه ... سيبها على الله - ونعم بالله ... أنته إسمك إيه ؟ - إسمى أيمن فتحى ... وإنته إسمك إيه يابا ؟ - أنا عمك معتمد عبد الدايم فى ثمانينات القرن العشرين لم يكن معتمد عبد الدايم سوى صاحب كرستاله ... نبطشى أفراح ومتعهد حفلات زفاف وجمعيات ... فبمجرد صعوده فوق المسرح ببدلته الزرقاء وقميصه الإسبانيش إلا ويشتعل الفرح ... يتولى تقديم الوصلات والإبقاء على نشاط الحدث فضلا عن السلامات المميزه .... سمعنى سلام تلاتات تلاتات من هنا لحد الشلالات ... سمعنى سلام صعيدى شحط محط من فوق لحد تحت ... سمعنى سلام لحكومة بلدنا والحكمداريه ... مرورا بالتحيات والثناء عل أسماء عائلات لها نفوذ وسلطه فى محيط جغرافى محدد ... تلك كانت حياته التى وقع فى غرامها وتمناها منذ صغره ... كان يقف خلف نافذة غرفته ليشاهد هذا العالم المحبب بالنسبة له ... كم تمنى أن ينشئ المجلس الأعلى للجامعات كلية مساچ ليلتحق هو بشعبة التدليك والتفعيص ... هجر العلم والتعليم وإتجه إلى أفراح الحظ التى تستمر لسبع ليالى فى بعض الأحيان ، يحضر مراسيمها أشهر الفنانين الشعبيين وكبار تجار السيكو سيكو الذين يتوارون خلف تجارة الخيول والأخشاب والأثاث وقطع غيار السيارات كغطاء وستار يحجب عنهم أعين الشرطه والمتربصين ... فضلا عن راقصات بلا ملابس تذكر ، يثرن مشاعره فيتذوقهن فى الفراش بعد إنهاء الوصلات ، يجلس خلفهن رباعى لا غنى عنهم ( عازف الأورغ والمزهرجى والدهولجى والطبال ) ، وطاقم دفافين ككماليات بالنسبه للفرقه ... أما عن المخدرات فتتوافر بأنوعها بالإضافه إلى مشروبات روحيه من كل ما لذ وطاب تمتد على جميع الطاولات ، يجاهد أصحاب الفرح فى رفع كفاءتها دليلا على الواجب الذى يقدم للحضور ليرتفع معه سعر النقوط كنوع من أنواع رد الجميل ... على الجانب الآخر تقف ثلاجة البيره وأحجرة الشيشه المشحونه بالحشيش والتى يرزق من ورائها متعهدوا المكيفات التى تقتصر سيطرتهم على عمال الرص وغلمان لم الزجاجات الفارغه ... تلك كانت أفراح الحظ التى تحولت بفعل الزمن وعوامل التعريه إلى حظ عوالم وأحيانا ليلة فلان ثم فرحة فلان لتصل إلى دى چى فلان أو مهرجان فلان حتى أصبحت خاليه من الراقصات والفرق الإستعراضيه فى معظم الأحيان .... كان معتمد عبد الدايم مخضرما فى هذا المجال فكان يطلب بالأسم حتى ذاع صيته وإرتفعت أجرته ... كل ذلك قبل أن يتقدم به العمر وتتدهور حالته الصحيه فأجبر على تقديم ماتش الإعتزال عن تلك المهنه ... شغل بعدها مناصب عده أهمها ... قوادا ومشرفا على جلسات الحلاوه للمومسات وإدارة الأعمال فى إحدى شقق الدعاره الغير مرخصه فلم تدر عليه دخلا إلا فتات من المال فضلا عن إصدار قوانين جديده شددت العقوبات على تلك المهنه ... عمل بعد ذلك سمسارا لبيع وتأجير المنازل والسيارات المستعمله فلم يفلح فى مزاولتها ... إستأجر مقهى فى منطقه غير حيويه فلم يأتى بثماره حتى إستقرت به الأحوال وإنتهت رحلة كفاحه إلى عامل حراسه فى منطقة المجمع التى يتم فيها تجميع السفن والمراكب وصيانتها وإصلاح أعطالها ... - طب هعتمد أنا بقى يا عم معتمد وأتكل على الله ... سلام - مع السلامه تركه أيمن وسلك طريقا متعرجا على ضوء كشاف هاتفه حتى وصل إلى عوامه مهجوره لا تصلح بيتا لكلب ... وضع الحقيبه داخلها برفق قبل أن يلحق بها ... إنحنى وفتح حقيبته ثم ألتقط منها سنارته المكونه من فايبر تلسكوبى وذراع صغير يلتصق ببكره يلتف حولها خيط رفيع فى نهايته ثقل وخطاف ... دس يده فى الحقيبه وأخرج منها لفافه صغيره ... فتحها بحذر قبل أن ينتشل منها مغريه ( طعم ) غرسه فى سن الخطاف بإحكام قبل أن ينتصب ويدير جسده ... ثبت ذراعه فى الهواء وأحكم قبضته على يد السناره وسبابته على الخيط قبل أن يطوح بها فى حركه نصف دائريه فى اللحظه التى أفرج فيها سبابته عن الخيط الرفيع ليسقط الخطاف بثقله ومغريته على بعد عشرات الأمتار من العوامه ... عشر دقائق مرت عليه كدهر فى محاوله لم تنجح ... أدار ذراع البكره للأمام وسحب الخيط ... رفع الخطاف فى مستوى عينيه فلم يجد الطعم ... آكلته سمكة بساريا صغيره وهربت لينطبق عليها المثل ( إحترس من كل من إقترب من البحر ) ... غرس طعما آخر فى الخطاف وأعاد المحاوله ... دقيقتان وشعر بثقل جعل نهاية الفايبر يتراقص فى حركه تردديه لأعلى ولأسفل ... سحب الخيط فى عجاله حتى بدا له ما أقترفه خطاف السناره ...
للتواصل مع الكاتب من هنا
للمزيد يرجى زيارة صفحتنا على الفيس بوك من هنا

تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء